في عالم كرة القدم، أو بالأحرى في الحياة بشكل عام؛ تعتبر الأم هي عماد الأسرة، فهي التي تجمع كل شيء، من الحياة اليومية إلى اللحظات العزيزة.
الأم هي المعلمة، الراعية، والقدوة؛ دورها لا يُضاهى، الأم قادرة على غرس القيم والمعتقدات التي تُكوّن شخصيات أبنائها وتبني عقولهم.
ولأن وراء كل رجل عظيم إمرأة؛ لا يمكن أن يكون هناك من وراءه أعظم من والدته، وهذا تمامًا ما حدث مع إيبيريتشي إيزي، عندما حقق حلم حياته بالانتقال إلى صفوف نادي أرسنال الإنجليزي.
من كريستال بالاس إلى الجانرز؛ انتقالًا طال انتظاره بقيمة بلغت 68 مليون جنيه إسترليني، ليحقق حلم الطفولة ويرتدي القميص الأحمر مجددًا بعد 14 عامًا من خروجه من أكاديمية النادي.
لكن خلف الصفقة المميزة وكواليسها، هناك لمسة إنسانية مؤثرة، بطلتها والدته.
نوصي بقراءة: ريال مدريد يسعى لاستغلال لاعبه لضم ثنائي البريميرليج
منذ أن كان عمره ثلاث سنوات، كانت والدته تحتفظ بكل قميص ارتداه لأرسنال، من أيامه الأولى في الأكاديمية وحتى لحظة تسريحه في سن الثالثة عشرة.
في خزانة صغيرة بمنزل العائلة، تراكمت القمصان لتصبح سجلًا صامتًا لرحلة حلم لم يمت؛ وعندما عاد ابنها إلى الجانرز بعد 14 عامًا، فتحت تلك الخزانة أمامه، لتثبت أن انتظارها لم يذهب هباءً.
إيزي لم يتمالك دموعه حين شاهد تلك القمصان، وشارك اللحظة المؤثرة مع أسطورة أرسنال إيان رايت، الذي ذكره بتاريخ الرقم 10 الذي سيرتديه.
القميص الذي حمل أسماءً مثل دينيس بيركامب ومسعود أوزيل، أصبح اليوم على كتفي لاعب عاشق للنادي منذ طفولته، كان يجلس يومًا على مدرجات الإمارات متمنيًا أن يكون داخل الملعب.
قال إيزي في أول تعليق له بعد التوقيع: “أتذكر يوم رحيلي عن الأكاديمية، كانت أمي تدعو أن أعود يومًا ما، هذا تحقق الآن، وهذا أعمق من أن يفهمه أحد، أرى يد الله في هذه القصة، وأعرف أن هذا قدري، هذا النادي جزء مني، هذه اللحظة تعطيني طاقة أكبر لمواصلة الاجتهاد والقتال من أجل الشعار”.
قمصان صغيرة بحجم طفل، تحمل كل مشاعر الفرح والانكسار، لتصبح شاهدة على رحلة إيمانٍ طويل.

