الرئيسية الصحة واللياقة البدنية تحصين الأمهات… درع وقائية تحمي حديثي الولادة من أخطر عدوى

تحصين الأمهات… درع وقائية تحمي حديثي الولادة من أخطر عدوى

0

أظهرت دراسات حديثة أنّ تحصين الأمهات خلال الحمل يُمثّل خطّ الدفاع الأول لحماية حديثي الولادة من الأمراض المُعدية، عبر نقل الأجسام المُضادة من الأم إلى الجنين قبل الولادة، بما يؤمّن للرضيع مظلّة مناعية في الأشهر الأولى من حياته حين تكون مناعته الطبيعية في أضعف مستوياتها.

وأشار خبراء إلى أنّ هذا النهج الوقائي، الذي تتبنّاه هيئات طبّية عالمية، تحوّل ركيزة إنسانية وعلمية لإنقاذ الأرواح وتقليل الأعباء على أنظمة الرعاية الصحية.

وقال أستاذ أمراض النساء والتوليد الفخري بجامعة أنقرة، البروفسور أكار كوتش، إنّ تحصين الأم يوفّر حماية حيوية لحديثي الولادة في مرحلة لا يمكن فيها إعطاؤهم لقاحات مباشرة، لافتاً إلى أنّ أمراضاً مثل الفيروس المخلوي التنفسي تُعدّ من أبرز مُسبّبات التهابات الجهاز التنفّسي الحادّة لدى الرضّع.

تحصين الجهاز التنفسي

وجاءت التأكيدات خلال «قمة فايزر للشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا لتحصين الأمهات لحماية الأطفال حديثي الولادة»، تحت شعار «التميّز في تحصين الجهاز التنفسي».

ووفق بيانات طبّية معروضة في القمة، يتسبَّب الفيروس المخلوي التنفسي سنوياً في نحو 33 مليون إصابة عالمياً، وأكثر من 3 ملايين حالة دخول إلى المستشفى، ونحو 60 ألف وفاة بين الأطفال دون سنّ الخامسة.

وأظهرت دراسات في المنطقة أن نِسَب الإصابة قد تتجاوز 50 في المائة في بعض المواسم؛ إذ سُجِّلت 64 في المائة في الأردن (2006 – 2007)، و52.6 في المائة في باكستان (2011 – 2012). كما بيَّنت البحوث أنّ 81.7 في المائة من حالات التهاب القصيبات الهوائية في الإمارات، و72.5 في المائة في مصر كانت مرتبطة بالفيروس.

قد يهمك أيضًا: نتائج صادمة في دراسة ضخمة عن استخدام الهواتف الذكية للأطفال

وفي دراسة امتدَّت 10 أعوام في الإمارات، تبيَّن أن نصف الحالات تقريباً كانت دون العامين، وأنّ التكلفة الإجمالية للعلاج بلغت نحو 9.8 مليون دولار.

حماية 6 أشهر

وأوضح المشاركون أنّ اللقاح الأمومي المُبتكر المضاد للفيروس المخلوي التنفسي، والمُتاح حالياً للحوامل، يُعدّ نقطة تحوّل في الوقاية؛ إذ يمنح المواليد حماية تمتدّ حتى 6 أشهر بعد الولادة.

بدوره، قال المدير الطبّي الإقليمي لوحدة اللقاحات ومضادات الفيروسات لدى «فايزر» في الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا، الدكتور همّام هريدي، إنّ استثمارات الشركة تُركز على البحث العلمي والتثقيف الطبّي لتعزيز برامج التحصين، وبناء وعي مجتمعي يُمكّن صانعي القرار من تبنّي سياسات وقائية فعّالة.

وأكد خبراء أنّ نجاح تحصين الأمهات يتطلَّب تنسيقاً بين الأطباء وشركات الدواء والجهات التنظيمية، مع حملات توعوية لمواجهة التردُّد، وتبادُل البيانات لتصميم سياسات استباقية تُخفّف ضغط المستشفيات.

مقاربة علاجية

وخَلُصت نقاشات القمة إلى أنّ تحصين الأمهات يعيد تشكيل الحوار حول الوقاية لدى حديثي الولادة والرضع، من مقاربة علاجية متأخرة إلى مقاربة استباقية تُركّز على بناء المناعة قبل الولادة، بما يدعم صحة الأجيال الجديدة ويُقلّص تكلفة الرعاية على المدى الطويل.

Exit mobile version