الخميس, نوفمبر 13, 2025
الرئيسيةالعالمافريقياترمب يجدد تهديداته ضد نيجيريا «لحماية المسيحيين»

ترمب يجدد تهديداته ضد نيجيريا «لحماية المسيحيين»

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديداته بالتدخل عسكرياً في نيجيريا لوقف ما وصفه بمقتل أعداد كبيرة من المسيحيين في هذا البلد الأفريقي، رغم أن الرئاسة نفت الاتهامات، وأعربت عن رغبتها في عقد لقاء مع الرئيس الأميركي لحل القضية.

وعندما سُئل عما إذا كان يفكر في نشر قوات برية أو تنفيذ ضربات جوية في نيجيريا، قال ترمب على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من فلوريدا، مساء الأحد: «قد يكون ذلك. أقصد ربما هناك أشياء أخرى أيضاً. أتصور كثيراً من الخيارات. إنهم يقتلون أعداداً قياسية من المسيحيين في نيجيريا… إنهم يقتلون المسيحيين بأعداد كبيرة جداً. لن نسمح بحدوث ذلك». وكان ترمب قد هدد، يوم السبت، باتخاذ إجراء عسكري ضد نيجيريا، وهي أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، إذا لم تتخذ إجراءات صارمة لوقف قتل المسيحيين. وأوضح ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه طلب من البنتاغون وضع خطة لهجوم محتمل، وذلك بعد يوم واحد من تحذيره من أن المسيحية «تواجه تهديداً وجودياً في نيجيريا». وأضاف: «إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، فستوقف الولايات المتحدة فوراً كل المساعدات لنيجيريا، وقد تذهب إلى هذا البلد مدججة بالسلاح للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة». وتابع ترمب قائلاً: «أصدر تعليماتي لوزارة الحرب بالاستعداد لعمل عسكري محتمل. إذا قمنا بشن هجوم فسيكون الهجوم سريعاً وشرساً وحاسماً، تماماً كما يهاجم الإرهابيون المجرمون مسيحيينا الأعزاء»، محذراً الحكومة النيجيرية من أنه «من الأفضل لها أن تتحرك بسرعة!».

كنيسة في لاغوس (رويترز)

وجاء تهديد الرئيس الأميركي بالتدخل العسكري بعد يوم من إعادة إدارته نيجيريا إلى قائمة «الدول التي تثير القلق بشكل خاص» والتي تقول الولايات المتحدة إنها تنتهك الحريات الدينية. وتشمل الدول الأخرى المدرجة في القائمة الصين وميانمار وكوريا الشمالية وروسيا وباكستان. ونيجيريا، الدولة التي يزيد عدد سكانها على 200 مليون نسمة، وتضم نحو 200 مجموعة عرقية، مقسمة بين شمال ذي أغلبية مسلمة وجنوب ذي أغلبية مسيحية. وقالت نيجيريا، الأحد، إنها سترحب بالمساعدة الأميركية في مكافحة المسلحين الإسلاميين شريطة احترام سلامة أراضيها.

اقرأ ايضا: بريتوريا تصف سياسات واشنطن تجاه مواطنيها البيض «أبارتايد بنسخة ثانية»

بولا تينوبو (أرشيفية)

في غضون ذلك، نفت الرئاسة النيجيرية معلومات تداولها الإعلام المحلي عن لقاء مرتقب، الثلاثاء، بين الرئيس بولا أحمد تينوبو ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، وقال مصدر في الرئاسة إن تينوبو إذا سافر إلى واشنطن فإنه من أجل لقاء مع ترمب وليس نائبه. وفي منشور على حسابه الرسمي في منصة «إكس»، نفى كبير المساعدين الخاصين للرئيس بولا تينوبو للإعلام والاتصال، تيميتوب أجيي، صحة التقارير التي تحدثت عن سفر الرئيس إلى واشنطن لعقد لقاء مغلق مع نائب الرئيس الأميركي، وقال إنه تقرير «مضلل». وكان التقرير الذي تداوله الإعلام المحلي، قد تحدث عن «محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى» في واشنطن، في ظل تصاعد الاهتمام العالمي بالاتهامات المتعلقة بـ«إبادة جماعية للمسيحيين» في نيجيريا، وبعد تصريح حديث للرئيس الأميركي دونالد ترمب هدد فيها باتخاذ إجراءات عسكرية. وأوضح أجيي أن التقارير المتداولة أثارت كثيراً من التكهنات و«التعليقات غير المستنيرة»، مضيفاً أنه في حال توجه الرئيس تينوبو فعلاً إلى البيت الأبيض، سيكون الاجتماع مع الرئيس دونالد ترمب، وليس مع نائب الرئيس.

ورفضت نيجيريا رفضت الاتهامات الموجهة لها، وقالت إنها دولة ديمقراطية تحمي الحرية الدينية، وأكدت أن الإرهاب يستهدف المسيحيين والمسلمين وغير الدينيين على حد سواء، وأعربت في الوقت نفسه عن ترحيبها بأي دعم أميركي في محاربة الإرهاب، ولكن شرط أن يحترم سيادتها. كذلك، قال متحدث باسم الرئاسة النيجيرية لوكالة «أسوشييتد برس»، الأحد، إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنفذ أي عملية عسكرية في نيجيريا من جانب واحد بناءً على مزاعم «اضطهاد المسيحيين»، وأوضح أن هذا «التهديد العسكري» الذي أطلقه دونالد ترمب يستند إلى تقارير مضللة، ويبدو أنه جزء من «أسلوب ترمب القائم على استخدام القوة لإجبار الطرف الآخر على الجلوس إلى طاولة الحوار»، بحسب دانيال بوالا، المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو. ونقلت الوكالة عن المستشار في الرئاسة النيجيرية قوله إن السياسيين الأميركيين «استندوا إلى تقارير قديمة تعود لأكثر من عقد، عندما شنّت جماعة (بوكو حرام) تمردها المسلح لفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية». وأضاف المستشار الرئاسي: «فيما يخص أي عمل عسكري داخل نيجيريا، ذلك لا يمكن أن يتم إلا باتفاق بين قيادتين. لا يمكن القيام به من طرف واحد، خصوصاً أن نيجيريا دولة ذات سيادة، ولا تدعم تلك الجرائم ولا تتواطأ معها».

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» في تقرير لها، الاثنين، أن نيجيريا يبلغ تعداد سكانها 220 مليون نسمة، كأكبر بلد في القارة الأفريقية، موزعة بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين. وأكدت الوكالة أن «الضحايا في أزمات العنف في نيجيريا هم من المسلمين والمسيحيين على السواء». وقالت الوكالة إن استهداف الضحايا في نيجيريا من طرف الجماعات الإرهابية «يرتبط بمواقعهم الجغرافية أكثر من انتمائهم الديني»، مشيرة إلى أن أعمال العنف تتركزُ بشكل أساسي في شمال البلاد، وغالباً ما يقف وراءها مسلحو (بوكو حرام) أو (داعش في غرب أفريقيا) أو عصابات إجرامية مسلحة، تضمّ في الغالب رعاة سابقين حملوا السلاح ضد المزارعين بعد صدامات متكررة بينهم. وقال تايو حسن أديبايو، الباحث في «معهد الدراسات الأمنية» إن «الأزمة أكثر تعقيداً بكثير مما يوحي به الإطار الديني البسيط. الجغرافيا هي العامل الذي يحدد غالباً من يكون الضحية».

مقالات ذات صلة
- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات