الرئيسية الوطن العربي فلسطين حماس تتهم المستشار الألماني شولتز بتبرير “حرب الإبادة” لعامين إضافيين

حماس تتهم المستشار الألماني شولتز بتبرير “حرب الإبادة” لعامين إضافيين

0

هاجمت حركة حماس الخميس المستشار الألماني أولاف شولتز، متهمة إياه بتقديم “تبرير صريح لاستمرار “حرب الإبادة” على قطاع غزة لمدة عامين إضافيين”.

واعتبر الناطق الرسمي باسم الحركة، حازم قاسم، هذه التصريحات دليلا على “الدعم الألماني الشامل سياسيا وعسكريا للعمليات التابعة للاحتلال في المنطقة”.

جاء هذا الهجوم ردا على تعليقات أدلى بها شولتز أمس في مقابلة تلفزيونية ألمانية، حيث أكد أن “الأهداف التابعة للاحتلال في غزة لا تزال بعيدة المنال، وقد يستغرق الأمر سنتين أخريين على الأقل لتحقيق الاستقرار الأمني الكامل”، مشددا على ضرورة دعم الاحتلال في “حقها الدفاعي” رغم الضغوط الدولية لوقف النار.

في مقابلته، عزز المستشار الألماني أولاف شولتز الموقف الألماني التقليدي، مؤكدا أن “ألمانيا ملتزمة بمسؤوليتها التاريخية تجاه الاحتلال”، في إشارة إلى إرث الهولوكوست، وفقا لتقارير نشرتها وسائل إعلام ألمانية مثل “دي بيلد” و”زيود دويتشه تسايتونغ”.

الأهم في تصريحات شولتز هو الإطار الزمني الذي طرحه، مشيرا إلى أن تحقيق “الاستقرار الأمني الكامل” في غزة قد يتطلب “سنتين أخريين على الأقل”، مما يعطي ضوءا أخضر محتملا لاستمرار العمليات العسكرية على المدى الطويل، وهو ما أثار رد فعل حماس.

في رد فعل فوري، قال قاسم إن تصريحات شولتز “تؤكد من جديد حجم الدعم الألماني على المستوى السياسي والعسكري لحرب الإبادة على غزة، بالرغم من الإجماع العالمي على أن حكومة الاحتلال هي التي جعلت منها حربا مفتوحة”.

وأشار الناطق باسم حماس إلى الجانب العملي من هذا الدعم، حيث أكد أن “ألمانيا قدمت دعما عسكريا مباشرا للاحتلال منذ اندلاع التصعيد في أكتوبر 2023″، بما في ذلك شحنات أسلحة وذخيرة بلغت قيمتها “مئات الملايين من اليورو”، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة الخارجية الألمانية وتقارير منظمة “أمنستي إنترناشونال”.

وأضاف قاسم في بيان نشرته قنوات حماس الإعلامية: “ندعو المستشار الألماني إلى التوقف عن الانحياز الكامل لعدوان الاحتلال والكف عن محاولة تبرير جرائم الإبادة التي ارتكبها”، وحثه على أن “يلتحق بالضمير العالمي الذي أدان الجرائم التابعة للاحتلال”.

نوصي بقراءة: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: نحو 800 ألف نازح جديد في غزة منذ مارس

استند قاسم في انتقاده إلى أدلة قانونية ودولية متعددة، مشيرا إلى “قرار محكمة العدل الدولية في يناير 2024″، الذي “اعتبر “محتملا” أن تكون العمليات التابعة للاحتلال في غزة تشكل انتهاكا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية”، بالإضافة إلى دعوات الأمم المتحدة المتكررة لوقف فوري لإطلاق النار.

ويأتي هذا التبادل في سياق أزمة إنسانية مروعة، حيث أدى الصراع المستمر منذ أكثر من عامين إلى “مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة في غزة”.

الموقف الألماني والضغط الداخلي:

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الألمانية اليوم التزام برلين بـ”حل الدولتين” ودعم المساعدات الإنسانية للغزة، لكنها رفضت التعليق على تصريحات قاسم، مشيرة إلى أن “ألمانيا تقف دائما إلى جانب الاحتلال في حق الدفاع عن النفس”.

وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا نفسها شهدت “احتجاجات واسعة في السنوات الأخيرة” ضد دعم برلين للاحتلال، مع اتهامات بـ”المساهمة في الإبادة”، كما في دعوى قضائية رفعتها محامون ألمان ضد شولتز ووزرائه في فبراير 2024.

وفي سياق متصل، أعربت منظمات حقوقية دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” عن قلقها من استمرار الدعم الأوروبي للعمليات العسكرية التابعة للاحتلال، مطالبة بمراجعة تصدير الأسلحة.

يعد هذا التصريح جزءا من سلسلة انتقادات حماس للمواقف الأوروبية، التي ترى فيها الحركة “تحيزا غير مبرر” يعيق جهود السلام. ويأتي في وقت تتسارع فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار، مع دور بارز لمصر وقطر كوسيطين رئيسيين.

ويؤكد هذا التبادل الحاد على تعقيد المشهد الدبلوماسي، حيث تتشابك المسؤولية التاريخية لألمانيا مع الضمير العالمي المتصاعد المندد بالعمليات العسكرية في غزة.

Exit mobile version