الرئيسية الاخبار العاجلة مثقفون وناشطون من السويداء يعلنون رفض الانفصال

مثقفون وناشطون من السويداء يعلنون رفض الانفصال

0

أعلن عشرات المثقفين والناشطين في محافظة السويداء، جنوب سوريا، مبادرة تحمل اسم «إعلان جبل العرب»، وقالوا إنها تهدف لإطلاق «مسار إنقاذ وطني يقوم على المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع» في المحافظة التي تعيش أزمة حادة منذ عدة أشهر.

واعتبر مطلقو المبادرة أنّ خريطة الطريق للحل التي أعلنتها دمشق تشكّل مدخلاً لحلّ أزمة السويداء، ورفضوا جميع الدعوات أو النشاطات «المتماهية مع مشاريع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية»، في حين أكد أحد النشطاء المشاركين فيها أنها لاقت تأييداً واسعاً من قبل المواطنين، ورأى أنها ستفتح نافذة في جدار الصمت بالمحافظة التي يشكل الدروز غالبية سكانها.

وجاء في نص المبادرة التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها من مصدر قريب من الوساطات الجارية لتسوية أزمة السويداء، وتداولتها مواقع تواصل اجتماعي، أن «إعلان جبل العرب» هو مبادرة من مثقفين وناشطين من السويداء، لإطلاق «مسار إنقاذ وطني يقوم على المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع».

واتفق الموقّعون على المبادرة على «إدانة كل أشكال العنف والتطرّف من جميع الجهات التي ارتكبت جرائم وانتهاكات طالت المدنيين الأبرياء، والرفض القاطع لكل التدخلات الخارجية ورفع الأعلام الأجنبية، ولا سيّما علم إسرائيل التي تدّعي حماية الجنوب وهي العدو التاريخي للشعب السوري».

كما اتفقوا على المطالبة العاجلة بمعالجة الآثار العميقة لأحداث السويداء في يوليو (تموز) الماضي، وذلك عبر «الاعتراف بالجرائم غير الإنسانية التي وقعت ومحاسبة جميع مرتكبيها، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المخطوفين والمخطوفات، وتأمين طريق دمشق – السويداء، والبدء الفوري بإعادة إعمار المنازل المدمرة وترميم البنى التحتية، وتأمين عودة النازحين إلى منازلهم بأمان»، إضافة إلى «ضمان عدم عرقلة مهمة لجنة تقصّي الحقائق الدولية في توثيق الانتهاكات ضد المدنيين، وحلّ مشكلة الطلاب، ولا سيّما الجامعيين من أبناء المحافظة، وضمان وصولهم إلى جامعاتهم ومدارسهم».

نوصي بقراءة: «مانجا العربية» تطلق مبادرة «واعدة» لتمكين المواهب العربية في صناعة «المانجا»

ووفق نص المبادرة، اعتبر الموقّعون أنّ «خريطة الطريق لحل الأزمة في السويداء، والموقَّعة في دمشق في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، تشكّل مدخلاً لحلّ أزمة السويداء، وقابلة للبناء عليها لمعالجة أزمات مختلف المناطق السورية».

ورفض الموقّعون «جميع الدعوات أو النشاطات المتماهية مع مشاريع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية التي تُنكر الهوية الوطنية»، مؤكدين أنها «لا تمثّل إلا أصحابها».

وانفجرت أزمة السويداء باشتباكات دامية في يوليو الماضي، بين فصائل مسلحة درزية من جهة، ومسلحين من البدو وعشائر عربية وقوات من الحكومة السورية من جهة أخرى. وتدخلت إسرائيل عسكرياً في الاشتباكات بزعم حماية الدروز.

وقد صعّد الشيخ حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدينية الثلاث للطائفة الدرزية في سوريا، من نبرته المناهضة للحكومة في دمشق، وذلك في أعقاب أحداث يوليو. كما صعّد الهجري، الذي يشكر إسرائيل دائماً على دعمها للدروز في سوريا، من دعواته الانفصالية؛ إذ دعا في 30 أغسطس (آب) الماضي إلى «استقلال الجنوب السوري» عن الدولة السورية، بعدما كان يدعو إلى استقلال السويداء فقط، وشكّل ما يسمى «قوات الحرس الوطني» من الفصائل والمجموعات المسلحة المنتشرة في المحافظة.

وأوضح أحد الناشطين الذين عملوا على مبادرة «إعلان جبل العرب» ووقّع عليها، أن العمل على المبادرة بدأ بعد أحداث يوليو الدامية؛ إذ «وصلنا إلى حالة من الفجع من جراء ما حدث». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نحن سوريون وجزء من الدولة السورية، وقد انتظرنا قليلاً لكي يبرد الجرح، ومن ثم بدأنا بحوارات مع النشطاء رغم الحالة الأمنية القائمة في المحافظة، وقد لاحظنا أن هناك تغيّراً في المزاج العام، وعودة للتعقل والشعور بالمسؤولية ومفهوم الوطنية والمصلحة، ولاعتبارات أن أي مشروع غير سوري من انفصال أو أي شكل من أشكال التقسيم هو مشروع فاشل، وقد استطعنا إنجاز هذه المبادرة».

ويبلغ عدد المثقفين والناشطين الذين شاركوا في المبادرة نحو 40 شخصاً، خطهم الوحيد، بحسب المصدر ذاته، هو البحث عن مخرج للأزمة في السويداء، والتعاطي مع الحلول السياسية، والخروج من الاستقطاب الطائفي.

Exit mobile version