أعلنت نيجيريا أنها قضت على 15 من مقاتلي جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، خلال قصف مواقع تابعة للجماعة في غابة تقع في ولاية بورنو، أقصى شمال شرقي البلاد، حيث توجد معاقل التنظيم.
جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم القوات الجوية النيجيرية الضابط إهيمين إيجودامي، أمس (الخميس)، أعلن فيه أن سلاح الجو النيجيري نفذ ضربات في غابة سامبيسا يوم الأربعاء، في إطار العملية العسكرية «حَدين كاي»، التي تنفذها القوات العسكرية المشتركة لمحاربة الإرهاب.
وأضاف أن الضربات الجوية «أظهرت دقة القوات الجوية وقدرتها القتالية وإصرارها في مواجهة الإرهاب»، وقال: «في 3 سبتمبر (أيلول) 2025، نفّذت القوات الجوية مهمة قصف جوي مخططة بعناية، استهدفت موقعاً إرهابياً جديداً غرب زوا ضمن منطقة سامبيسا».
وقال الضابط في البيان الصحافي إن «المهمة استندت إلى معلومات استخباراتية مؤكدة ورصد ميداني، واستهدفت مخابئ يأوي إليها مقاتلون وقادة مسؤولون عن هجمات أخيرة في محيط بيتا».
وتابع: «كانت الضربات مدمّرة، إذ حيّدت أكثر من 15 عنصراً من (بوكو حرام)، ودمرت هياكل أساسية حيوية لعملياتهم»، قبل أن يضيف أن هذه الضربة الناجحة «تؤكد التزام القوات الجوية الثابت بحماية أرواح وممتلكات النيجيريين، ودعم القوات البرية في العمليات المشتركة لتفكيك شبكات الإرهاب».
وخلص الضابط إلى التأكيد على أن الجيش النيجيري «سيظل رمزاً لليقظة والاحترافية والقوة الجوية الحاسمة في الدفاع عن الأمن الوطني».
وتواجه نيجيريا منذ 16 عاماً تمرداً يشنه مقاتلو «بوكو حرام» في الشمال الشرقي، وخلال العشر سنوات الأخيرة، دخلت على الخط تنظيمات تابعة لـ«داعش»، مما تسبب في وقوع خسائر بشرية كبيرة وعمليات نزوح وأزمة إنسانية متفاقمة.
نوصي بقراءة: موريتانيا تنفي عبور أسلحة أوكرانية من أراضيها نحو الساحل
ورغم ذلك، أعلنت القوات الجوية النيجيرية أنها قتلت 592 متمرداً مسلحاً في ولاية بورنو خلال الأشهر الثمانية الماضية بعد تكثيف الضربات الجوية في المنطقة.
وفي إطار منفصل، ذكر الجيش أن قواته قتلت 13 مسلحاً من «بوكو حرام» بعد صد كمين لقافلة عسكرية في بورنو. وقع الهجوم الأربعاء في وقت كان يرافق فيه الجنود شاحنات مساعدات إنسانية على طريق جوبيو – داماساك.
وفجر المسلحون عبوتين ناسفتين بدائيتين وأطلقوا النار، لكن القوات بادلتهم إطلاق النار، مما تسبب في مقتل 13 وأجبر آخرين على الفرار. وقال الجيش في بيان إن جندياً أصيب واشتعلت النيران في شاحنتين جراء الاشتباكات.
على صعيد آخر، قال علي ندومِه، وهو عضو في مجلس الشيوخ النيجيري، إن مقاتلي «(بوكو حرام) لا يفرقون بين المسلمين والمسيحيين في هجماتهم الإرهابية»، مشيراً إلى أن «(بوكو حرام) لا تعتنق أي دين سوى العنف».
وأضاف أن على جميع مواطني نيجيريا التوحد ضد «بوكو حرام»، والابتعاد عن الانجراف وراء «دعاية» التنظيم الإرهابي، وجاءت هذه التصريحات تعليقاً على هجمات نفذتها «بوكو حرام» نهاية الأسبوع الماضي في قرية نغوشي بمنطقة غوزا، ومجتمع موسى في منطقة أسكيرا – أوبا بولاية بورنو.
وتشير المعلومات إلى أن المسلحين قتلوا خمسة مزارعين في هذين الموقعين خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ اثنين من المسلمين في نغوشي، وثلاثة من المسيحيين في موسى.
وقال ندومِه: «من غير الأخلاقي وغير المقبول أن تروّج أي وسيلة إعلام لرواية تفيد بأن المسيحيين هم المستهدفون بهجمات هذه الجماعة الإرهابية في بورنو، أو في أي مكان بشمال شرق نيجيريا».
وشدد على أن «القوى التي تقف وراء هذه الجرائم العمياء لا ترى ديناً ولا قبيلة. علينا أن نتجنب هذا التصنيف الخطير الذي يمكن أن يشتت جهودنا، وله قابلية إلحاق ضرر أكبر بنا»، وفق تعبيره.
