السبت, نوفمبر 15, 2025
الرئيسيةسياسةواشنطن وسيؤول تناقشان بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية بشكل مشترك

واشنطن وسيؤول تناقشان بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية بشكل مشترك

كشفت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان مفاوضات خاصة لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية بشكل مشترك لكلا البحريتين، وهو تحول كبير محتمل في تحالفهما، من شأنه أن يتجاوز الإعلان الذي أدلى به رئيسا البلدين قبل أسبوعين، حسبما يقول أشخاص مطلعون على الأمر.

والتقى الرئيس دونالد ترامب والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ في كوريا الجنوبية أواخر تشرين أول/أكتوبر، وأعلنا عن اتفاقية تُمكّن كوريا الجنوبية من بناء غواصاتها النووية الخاصة، إذ صرّح ترامب بأنها ستصنع في فيلادلفيا. ومنذ ذلك الحين، تبلورت، خلف الكواليس، رؤية أكثر شمولاً، وفقاً للمصادر.

وتطرقت ورقة حقائق مشتركة حول اتفاق التجارة والتعريفات والدفاع الشامل الذي نشر مساء الخميس في واشنطن وصباح الجمعة في سيؤول إلى بناء الغواصات النووية، لكنها لم تقدم تفاصيل أخرى، وهو ما يشير إلى أن العديد من النقاط لا تزال دون حل.

ويدرس مسؤولون من كلا البلدين حالياً خطةً لإنتاج مشترك بقيادة كوريا، ربما عبر مواقع في كلا البلدين، لغواصات لكلا البلدين، وفقاً للمصادر.

ويشمل السيناريو البدء بغواصات من الطراز الأميركي، والتي تُحاط تصاميمها بسرية تامة، قبل الانتقال إلى تصميم كوريا الجنوبية، وفقاً للمصادر.

وتنبع المحادثات جزئياً من طلب خاص من ترامب نفسه؛ فعندما سعت كوريا للحصول على التصاريح اللازمة والقدرة النووية اللازمة لبناء غواصاتها الخاصة، قال ترامب سراً إنه ينبغي لها بناء اثنتين للولايات المتحدة أيضاً، وفقاً لبعض المصادر. وتسعى الولايات المتحدة جاهدةً لتسريع وتيرة بناء الغواصات.

ولا يزال شكل الاتفاق غير واضح تماماً، وقد تتعثر المحادثات أو تنهار. وأفادت المصادر بأن الجانبين في مرحلة مبكرة من المفاوضات حول عدة عناصر أساسية، مثل تحديد أنواع الغواصات التي ستُبنى، ومكان بنائها، ولأي دولة، وتسلسل بنائها.

وفي ورقة الحقائق، احتفى الجانبان بالجهود المشتركة التي “ستزيد من عدد السفن التجارية الأميركية والسفن العسكرية الأميركية الجاهزة للقتال في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك البناء المحتمل للسفن الأميركية في جمهورية كوريا”.

وأضافت: “وافقت الولايات المتحدة على بناء جمهورية كوريا غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية. وستعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع جمهورية كوريا لتطوير متطلبات مشروع بناء السفن هذا، بما في ذلك سبل الحصول على الوقود”. ولم يأتِ البيان على ذكر فيلادلفيا، ولم يُفصّل المحادثات الجارية.

نوصي بقراءة: أبرزها محطة الضبعة النووية.. تأكيد روسي مصري على تفعيل المشاريع المشتركة

وبحسب الوكالة، فإن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من شأنه إعادة تشكيل التحالف العسكري بين البلدين، وقد يكون مشابهاً لصفقة “أوكوس” لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، لكن هذا الاقتراح غير مسبوق من نواحٍ أخرى، وسيواجه تساؤلات وعقبات وتحديات كبيرة قبل أن يُثمر.

بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، تُعدّ الاتفاقية مع سيؤول جزءاً من صفقة كبرى لخفض بعض الرسوم الجمركية على السلع الكورية، مقابل صندوق استثماري بقيمة 350 مليار دولار، منها 150 مليار دولار مخصصة لبناء السفن. ويسعى ترامب إلى الاستفادة من الخبرة الكورية في بناء السفن لإنعاش القطاعات الأميركية، من الغواصات إلى السفن التجارية البسيطة.

البيان المشترك يثير تساؤلاتٍ عديدة حول خطة الغواصات مع استمرار المحادثات. حوض بناء السفن في فيلادلفيا، المملوك لشركة “هانوا” الكورية العملاقة للدفاع، غير مجهز حالياً لصنع غواصات نووية، مع أن الشركة تستعد لبناء غواصات بموجب أي اتفاقية، ولديها هدف داخلي يتمثل في إنتاج غواصتين أو ثلاث غواصات خلال عقد من الزمن، بما في ذلك إمكانية إنتاجها في فيلادلفيا، وفقاً لبعض المصادر.

يواصل ترامب الضغط من أجل حصول الولايات المتحدة على غواصتين، ويرى أنه ينبغي توفيرهما مجاناً، وفقاً لأحد المصادر. ونظراً إلى أن تكلفة الغواصات قد تصل إلى مليارات الدولارات، فسيكون هذا طلباً باهظاً.

وفي بيان مكتوب صدر يوم الخميس، قال مكتب الرئيس لي إن وصف كوريا الجنوبية بأنها تتصدى للمطالب الأميركية أو أن الولايات المتحدة طلبت غواصتين مجاناً لا يعكس المناقشات.

لطالما سعت كوريا الجنوبية إلى امتلاك غواصات تعمل بالطاقة النووية. وخلال لقائه مع ترامب، طلب لي منه توفير الوقود لها. وتقول كوريا الجنوبية إنها بحاجة إلى يورانيوم منخفض التخصيب – أقل من 20% تخصيباً – من الولايات المتحدة، ولكن لتحقيق ذلك، يتعين على الدولتين تعديل أو إيجاد طريقة للتوفيق بين اتفاقية الطاقة النووية المبرمة بينهما، والتي تحظر على سيؤول استخدام هذا الوقود للأغراض العسكرية.

وفي حين بدا إعلان ترامب في تشرين أول/أكتوبر بمنزلة الضوء الأخضر لكوريا الجنوبية لهدفها امتلاك غواصات نووية، إلا أن سيؤول ترغب في بنائها محلياً، وتسعى للحصول على التكنولوجيا اللازمة لذلك. كما تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز أسطولها، ‘إذ يواجه بناء غواصتها الهجومية الرائدة، من طراز “فرجينيا”، تجاوزات في التكاليف والتأخيرات ونقصاً في العمالة.

ورفض البيت الأبيض تحديد فئة الغواصات التي يرغب في بنائها، تاركاً احتمال الضغط على الكوريين لبناء غواصات أميركية مثل فئة “فرجينيا”، جزئياً على الأقل، بدلاً من تصميمهم الخاص، لكن هذا يتعارض مع رغبة كوريا الجنوبية المبدئية في تصميم أصغر حجماً.

ويثير هذا الاحتمال تساؤلاتٍ وجدلاً واسعاً، بما في ذلك ما إذا كان سيتم بناء غواصات من فئة فرجينيا جزئياً في كوريا الجنوبية. وقد أشار البيان المشترك إلى “احتمال بناء سفن أميركية في جمهورية كوريا”، وإن لم يُحدّد السفن العسكرية تحديداً.

وقال كيم دونغ يوب، الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية والضابط المتقاعد في البحرية الكورية الجنوبية: “حتى مع افتراض موافقة ترامب على ذلك، فإن هذا لا يعني أنه سيحدث بين عشية وضحاها. تستغرق هذه الأمور سنوات، بل عقداً من الزمن، وهناك قيود قانونية وسياسية لا حصر لها في الولايات المتحدة، بما في ذلك قيود منع الانتشار والسرية. إذا ترك ترامب منصبه، فمن المحتمل جداً أن تتدخل الوكالات الأميركية وتمنع الأمر برمته”.

مقالات ذات صلة
- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات