الجمعة, نوفمبر 14, 2025
الرئيسيةالثقافة والتاريخ«وكالة النجوم البيضاء»... الواقع من منظور سينمائي

«وكالة النجوم البيضاء»… الواقع من منظور سينمائي

في روايته الجديدة «وكالة النجوم البيضاء» الصادرة أخيراً عن «دار الشروق» بالقاهرة، يتعامل الكاتب عمرو العادلي مع السينما على مستويين متوازيين؛ الأول باعتبارها تشكل مهنة مباشرة للبطل كعامل مختص بعرض الأفلام، والثاني على مستوى الكتابة؛ إذ جاءت اللغة ذات سمة بصرية تعتمد على إيقاع المشهد في السرد.

وعبر 149 صفحة من القطع المتوسط، يختبر الكاتب الحدود الفاصلة بين العقل والجنون، الذاكرة والنسيان، الواقع والخيال، ليطرح السؤال الأبدي: حين تفشل كل خرائط الواقع، هل يمكن لخريطة السينما أن تقودنا إلى النجاة؟

يحلم البطل طوال الوقت باليوم الذي يصبح فيه ممثلاً معروفاً ويصدر له فيلمه الخاص؛ إذ يرى في نفسه موهبة لا تقل بل تزيد على عشرات النجوم ممن يملأون الساحة صخباً ودوياً، لكن بمرور الوقت يتحول الحلم إلى عبء حين يفشل في تحقيقه على أرض، ويتسلل إلى خياله.

وعمرو العادلي روائي وقاصّ مصري، له سبع مجموعات قصصية منها «حكاية يوسف إدريس» و«الهروب خارج الرأس»، كما صدر له تسع روايات منها «السيدة الزجاجية» التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ في الأدب، و«رجال غسان كنفاني» و«مريم ونيرمين». نال عدة جوائز منها «جائزة الدولة التشجيعية في الآداب» وجائزة «ساويرس».

تصفح أيضًا: ميلانشون يحلم بيوتوبيا جديدة لفرنسا والعالم

من أجواء الرواية نقرأ:

«سرح كثيراً وهو يحكي حكايته حتى إن الزمن الفاصل بين جملة وأخرى يكفي لتروي حكاية صغيرة. في نبرته كآبة فنان مظلوم، قال إنه يملك موهبة لا يقدرها أحد. حكى لي عندما كان يعمل في (بوفيه) مسرح الحرية بشارع الشيخ ريحان، المسرح كامل العدد والمسرحية لعادل إمام.

استمرت الفرقة في عرضها لسنوات. يترك البوفيه ليتلصص على المسرحية من الكواليس. يحلم كل ليلة أن يصبح نجماً كبطل العرض مثلما كان عادل إمام في بداياته يحلم بشيء واحد لا يوجد إلا في الأفلام. يتمنى أن يحدث ظرف طارئ لممثل من الأدوار المساعدة أو حتى الثانوية فلا يستطيع الحضور إلى المسرح؛ يمرض أو يموت أو تخطفه عصابة ولا يجدون أمامهم غيره ليمثل الدور فيكتشف المخرج موهبته.

حفظ جميع الأدوار بالكلمة والحركة والإيماءة، ولأن الرياح لا تعرف ما تشتهيه السفن فلم يمرض أي من الممثلين، لم يمت أحد أفراد الفرقة، ولم تخطفه عصابة. ويظل عامل بوفيه طيلة عشر سنوات، فتُدفن كلمات المسرحية في جوفه حتى يُسدل الستار على العرض نهائياً ويتجمد حلم التمثيل بداخله. يتنقل مع الفرقة إلى مسرح آخر ومسرحية أخرى فيتجدد الأمل بداخله، يتمنى لعب الدور الذي حفظه خلال أسبوع منذ بدأ العرض، يرهقه الترحال بين المسارح من دون تحقيق أمنيته.

لم يعد التنقل بين البوفيهات يرضي غروره الفني، فهو يرى نفسه أنضج من ممثلين كبار. لعب أدواراً هامشية في مسرحيات شعبية عن عُمد وشيوخ غفر وفلاحين، كما قدّم عروضاً جماهيرية بقصور الثقافة لكن إشباع الموهبة وحدها دون حظ هو شيء لا يمنح أجراً، فترك عروض فرق الهواة وخرج إلى الشارع ووجد مكاناً مناسباً في محطات مترو الأنفاق لتفريغ طاقته».

مقالات ذات صلة
- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات