نفّذت قوات «الدعم السريع»، الخميس، عدة ضربات بواسطة مُسيّرات على مدينة مروي في شمال السودان؛ حيث يقع سد رئيسي، وفقاً للجيش، في حين تواصلت المعارك بين الجانبين في منطقة كردفان الاستراتيجية.
يأتي ذلك بعدما حذّرت مجموعة السبع، الأربعاء، من «التصعيد الأخير في العنف» في الحرب المدمّرة المتواصلة في السودان منذ عامين ونصف عام. وأودت الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» بعشرات الآلاف، وأدت إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وتصاعد العنف، بشكل كبير، في الأسابيع الأخيرة، مع سيطرة قوات «الدعم السريع» على الفاشر، حيث تتوالى التقارير عن فظاعات ارتُكبت في المدينة.
وجاء في بيان للجيش السوداني أن مسيّرات استهدفت، الخميس، مقراً له والمطار وسد مروي، مضيفاً أنه تصدّى للهجمات التي حمّل قوات «الدعم السريع» مسؤوليتها. وتقع مروي في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش منذ شهور على بُعد نحو 350 كيلومتراً من الخرطوم. ولم تردْ بعدُ أي معلومات عن سقوط ضحايا في الهجوم الأخير.
وذكر مصدر في الاستخبارات السودانية أن سبعة مقذوفات أُطلقت على المدينة، في حين سمع مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في المنطقة عشرة انفجارات. وأكد شهود عيان أن عدد الانفجارات بلغ أكثر من عشرين بين منتصف الليل والفجر، لافتين إلى أن المدينة غرقت في الظلام، بعد انقطاع الطاقة بالكامل.
وبات استخدام الطائرات المسيّرة شائعاً في النزاع بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو «حميدتي».
سيطرت قوات «الدعم السريع»، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الفاشر التي كانت آخِر معقل للجيش في إقليم دارفور. ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فرّ نحو 90 ألف مدني من الفاشر منذ أن سيطرت عليها قوات «الدعم».
قد يهمك أيضًا: الجوع يشارك في قتل غزة
وكفاح، وهي امرأة في العشرينات، من بين كثيرين فرّوا سيراً من الفاشر إلى مخيّم الدبة للنازحين في رحلةٍ مسافتها 770 كلم.
وأكدت المرأة الحامل، والتي ترمّلت منذ أواخر أكتوبر، أنها تشعر «بالإرهاق لقلة الطعام والمياه». وكانت تتحدث إلى مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية»، الذين كانوا من بين عدد من الصحافيين ضِمن قافلة للجيش متجهة إلى الدبة، على بُعد نحو 100 كيلومتر من مروي.
ومنذ سقوط الفاشر، حيث يقول الجيش إن الآلاف قُتلوا في يوم واحد، انتقلت المعارك إلى منطقة كردفان المجاورة التي تتمتع بأهمية استراتيجية، لوقوعها بين الخرطوم وغرب البلاد.
وأفادت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، بأن الشهادات الواردة ممن فروا من الفاشر تشير إلى وقوع «انتهاكات جنسية وإطلاق النار على مدنيين ميدانياً». وأضافت: «تحدّث كثيرون عن رؤية جثث على طول الطريق لدى مغادرتهم المنطقة».
وأشارت إلى أن «كثيرين يتحدثون عن أشكال العنف نفسها» في كردفان، حيث أجبر العنف 50 ألف شخص تقريباً على الفرار أيضاً. وأضافت: «نحتاج إلى وقف لإطلاق النار أو ممرات إنسانية ليكون بإمكان المنظمات الإنسانية وعناصر الإغاثة إيصال دعم حيوي للمحرومين منه».
ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، إلى تحرّك دولي لقطع إمدادات السلاح عن قوات «الدعم السريع»، مشيراً إلى أن داعميها سيواجهون عواقب.
وقال: «أعتقد أنه يجب القيام بشيء لقطع إمدادات الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات (الدعم السريع) مع استمرار تحقيقها تقدماً».

