دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلى إصلاح عاجل وشامل لمدارس التعليم القرآني في غرب أفريقيا، في إطار الجهود الرامية إلى الحد من تصاعد الإرهاب والتطرف العنيف في المنطقة.
جاء ذلك خلال حفل اختتام المؤتمر الإسلامي لغرب أفريقيا حول الأمن والحكامة، الخميس، في أبوجا، الذي عُرضت فيه توصيات المؤتمر الذي شاركت فيه وفود من نخبة العلماء والدعاة والخبراء الأمنيين، وصناع القرار في منطقة غرب أفريقيا.
وركز المؤتمر على إشكالية المدارس القرآنية التقليدية، التي لها حضور قوي في غرب أفريقيا، خصوصاً أن كثيراً من الأطفال في منطقة الساحل ونيجيريا لم يذهبوا إلى التعليم الحكومي؛ بسبب ضغط الجماعات الإرهابية التي تعارض هذا التعليم، خصوصاً جماعة «بوكو حرام» التي يعني اسمها باللهجة المحلية (التعليم العصري حرام).
التنظيمات الإرهابية تستهدف هذه المدارس لتجنيد المقاتلين بسبب الظروف الصعبة لطلابها (أ.ب)
خلال اختتام المؤتمر حذّر رئيس «إيكواس»، الدكتور عمر آليو توريه، من أن مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2025 يُظهر تحولاً كبيراً في خريطة الإرهاب الدولية، إذ أصبحت أفريقيا، لا سيما منطقة الساحل، مركز النشاط الإرهابي في العالم.
وأوضح توريه أن ملايين الشباب في غرب أفريقيا يلتحقون بالمدارس القرآنية التقليدية، غير أن هذه المؤسسات «لم تحظَ بالاهتمام أو الموارد الكافية لتصبح بيئات تعليمية آمنة وحديثة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى تطوير نظام التعليم القرآني وتحديثه، وتحويل هذه المدارس إلى مراكز تعليم وتمكين اقتصادي ملائمة ومنظمة».
قد يهمك أيضًا: 16 قتيلاً ومئات الجرحى في احتجاجات مناهضة للحكومة بكينيا
وقال المسؤول الأفريقي: «الوضع الحالي يجعل المعلمين والطلاب على حد سواء عرضةً للتجنيد من قبل التنظيمات الإجرامية والإرهابية»، بسبب ما قال إنه غياب إصلاح نظام هذه المدارس لتكون أكثر أمناً لمرتاديها.
وأشاد توريه بقادة الدين في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل من دولٍ مثل السنغال وغانا وتشاد والنيجر وبنين وغينيا والمغرب وموريتانيا، على دورهم الريادي في جهود تحديث التعليم القرآني.
وصدر عن المؤتمر «الإعلان الإقليمي لإصلاح التعليم الإسلامي التقليدي»، وتعليقاً على الإعلان قال رئيس «إيكواس» إن المنظمة الإقليمية التي تضم 15 دولة في غرب أفريقيا «تنفِّذ استراتيجيات عسكرية وغير عسكرية ضمن خطتها الإقليمية لمكافحة الإرهاب»، موضحاً أن «تركيز المؤتمر على دور المنظمات الإسلامية في الوقاية من التطرف العنيف يتماشى مع مقاربات المنظمة غير العسكرية».
وشدّد توريه على ضرورة توجيه طاقات الشباب نحو أنشطة بنّاءة، لافتاً إلى أن ظروف طلاب المدارس القرآنية في كثير من الدول تستدعي معالجة عاجلة، من أجل ضمان عدم اكتتابهم وتجنيدهم من طرف التنظيمات الإرهابية التي تنشط في المنطقة.
من جانبه، عبّر أمير ولاية كانو النيجيرية، سنوسي لاميدو سنوسي، عن أسفه لارتفاع عدد ضحايا الإرهاب بنسبة 250 في المائة خلال العقد الماضي، مشيراً إلى أن المناقشات خلال أيام المؤتمر «أبرزت الحاجة إلى تنسيق الجهود عبر الحدود لمعالجة الروابط بين التعليم الإسلامي التقليدي، وهشاشة الشباب، وتفاقم انعدام الأمن».
وقال سنوسي: «بينما نعتمد الإعلان الإقليمي لتحسين التعليم الإسلامي ومكافحة التطرف العنيف، أدعو جميع الشركاء إلى الثبات في التزامهم، لنمكّن المنظمات الإسلامية من نشر قيم السلام والتسامح والتعايش».
ودعا أمير كانو إلى تحرك جماعي لبناء منطقة يعيش فيها كل فرد بسلام وأمن وكرامة، والعمل على خلق مستقبل أكثر أماناً للأطفال والمجتمعات في جميع أنحاء غرب أفريقيا، على حد تعبيره.
