أقال رئيس جنوب السودان، سيلفا كيير، مساء أمس الأربعاء، بنجامين بول ميل، من منصب نائب الرئيس ونائب زعيم الحزب الحاكم، وفقاً لمرسوم أعلنه التلفزيون الرسمي، ليقطع بذلك العلاقات مع رجل يشاع على نطاق واسع أنه الخليفة المفضل لكيير، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
كما أقال كيير محافظ البنك المركزي ورئيس هيئة الإيرادات، اللذين يعتبران قريبين من بول ميل، الذي تم تعيينه كأحد نواب الرئيس الخمسة في شباط/فبراير الماضي. وتضاف هذه التحركات إلى التغيير المستمر في المناصب العليا في حكومة جنوب السودان في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن خلافة كيير وتتزايد المخاوف من العودة إلى الحرب الأهلية.
ولم يقدم مرسوم كير أي تفسير للإقالات التي جاءت بعد ساعات من التكهنات في جوبا بعدما بدا أن تفاصيل الأمن أمام مقر إقامة بول ميل قد تقلصت، حسبما قالت مصادر مطلعة على الوضع لـ”رويترز”. كما خفّض رتبة بول ميل من الجنرال، الذي كان قد رقي إليه في سبتمبر/أيلول الماضي.
قد يهمك أيضًا: خفر السواحل الليبي يتدرّب في اليونان بموجب خطة لوقف تدفقات المهاجرين
يخضع بول ميل لعقوبات أميركية بتهمة الفساد منذ عام 2017، واتهم تقرير للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول شركات تابعة له بتلقي 1.7 مليار دولار مقابل أعمال بناء طرق لم يتم تنفيذها أبداً. ولم يرد مطلقاً بشكل مباشر على اتهامات الفساد الموجهة إليه.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على بول ميل عام 2017، قائلةً إنه كان يشغل منصب “المستشار المالي الرئيسي” لكيير. ونفى مكتب كير هذا الوصف.
وقال محللون إن صعود بول ميل إلى منصب نائب الرئيس ووضعه الواضح باعتباره الخليفة المختار للرئيس أثار انتقادات حادة من النخب السياسية والأمنية في جوبا.
ويكتنف الغموض المشهد السياسي في جنوب السودان. فقد أُجِّلت الانتخابات المقررة في عامي 2022 و2024، واعتُقل النائب الأول للرئيس، رياك مشار، المنافس الرئيسي لكيير، في آذار/مارس، ثم وُجِّهت إليه تهمة “الخيانة”.
