الرئيسية الرياضة صراع القنّاصين.. من يقود هجوم منتخب المغرب في كأس أمم إفريقيا؟

صراع القنّاصين.. من يقود هجوم منتخب المغرب في كأس أمم إفريقيا؟

0

المُعضلة ليست دائمًا في الندرة بل في الوفرة أيضًا، حين تكون مدربًا لفريق بحجم منتخب المغرب، وتنتابك التساؤلات من جهة، فيما تحاصرك انتقادات اختياراتك من جهة ثانية، فأنت بحاجة إلى دهاء عالٍ ودم بارد، لربما تخرج سالمًا من عنق الزجاجة في آخر المطاف.

قبيل الانطلاقة الفعلية لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب، يجد وليد الركراكي نفسه محاصرا وسط كوكبة من المهاجمين القناصين، لكل منهم خصائصه الخاصة، لكن التوظيف وفق تكتيكات كرة القدم، مسؤولية المدرب.

أربعة أسماء تتنافس على مركز واحد، ولكل منها خصائصه وأسلوبهم يوسف النصيري، حمزة إيكمان، أيوب الكعبي، وسفيان رحيمي، هو التحدي الأكبر، لأن المعادلة بسيطة ومعقدة في الآن ذاته: الأهداف تساوي الفوز.

اختيار الركراكي لن يكون سهلا، لأن كل لاعب يقدم نموذجًا مختلفًا للمهاجم، ما بين القوة البدنية، والتمركز الذكي، واللمسة الأخيرة، والسرعة في التحول الهجومي ومقتضيات كل معركة تستوجب دراسة معمقة.

يبقى يوسف النصيري الاسم الأبرز بخبرته في الملاعب الأوروبية مع نادي إشبيلية الإسباني. يتميز بقوته البدنية، وقدرته على اللعب كمهاجم صريح داخل منطقة الجزاء، إضافة إلى تفوقه في الكرات الهوائية ورأسياته المُتقنة.

ورغم تذبذب مستواه في بعض الفترات، إلا أن النصيري غالبًا ما يظهر في المواعيد الكبرى، سواء مع النادي أو المنتخب، عيبه الأبرز يكمن في قلة تحركه خارج الصندوق وضعف مساهمته في البناء الهجومي، وضعف توظيف قدميه.

تصفح أيضًا: بالتزامن مع غياب صلاح.. ليفربول يفقد إيزاك حتى يناير 2026

يعيش الكعبي واحدًا من أفضل فتراته، حيث تألق مع أولمبياكوس اليوناني بتسجيله عددًا لافتًا من الأهداف، فهو مهاجم يعرف طريق الشباك ويجيد استغلال أنصاف الفرص، كما يتمتع بانضباط تكتيكي واضح وحس تمركز ممتاز داخل منطقة العمليات.

وينسجم أسلوبه القتالي وتفاعله مع زملائه في الضغط مع فلسفة الركراكي نسبيا القائمة على الروح الجماعية والافتكاك السريع للكرة، ما يجعله خيارًا واقعيًا لقيادة الهجوم.

الوافد الجديد على عرين الأسود، حمزة إيكمان، يقدم نفسه كمهاجم متكامل يجمع بين القوة البدنية واللمسة الفنية، إذ يتميز بقدرته على اللعب كمحطة هجومية، يربط الخطوط، ويساعد الأجنحة في الاختراق، مع حس تهديفي في تزايد مستمر.

ما يعيبه افتقاره للخبرة الدولية الذي قد يشكل تحديًا أمامه في بطولة كبرى مثل كأس إفريقيا، حيث الضغط النفسي والتكتيكي يكونان في ذروتهما، ويظل رغم ذلك ورقة رابحة في يد الركراكي يمكن توظيفها خلال مجريات المباريات أو في مواجهة المنتخبات التي تعتمد التكتل الدفاعي.

رغم كونه جناحًا هجوميًا بالأساس، فإن سفيان رحيمي يقدم نفسه كحل هجومي متنوع، حيث أثبت قدرته على التسجيل من أنصاف الفرص بفضل تحركاته الذكية داخل الصندوق وسرعته في المساحات.

رحيمي يناسب تمامًا أسلوب الركراكي في الضغط والتحول السريع، إذ يجمع بين الحركية العالية والدقة في اللمسة الأخيرة، لكن الاعتماد عليه كمهاجم صريح يتطلب مرونة تكتيكية من المدرب لتغيير الشكل الهجومي بين 4-3-3 و4-4-2 عند التحولات.

Exit mobile version